عوض المنتخب السعودي للشباب عدم فوزه في أيّ مباراة له في كأس العالم منذ عام 1998 بعد أن خسر آخر تسع مباريات خاضها في المونديال الصغير بفوزين رائعين على كرواتيا وجواتيمالا ليتأهل لأول مرة في تاريخه للدور الثاني.. ووضع الصقور الشابة حداً لهذه السلسلة السلبية.. كما أن الفوز المستحق على كرواتيا جاء ليثأر للقارة الآسيوية لأن المنتخب الأوروبي يسقط للمرة الأولى أمام أحد نظرائه الآسيويين. وكان عزاء الكروات الوحيد يكمن بأن الفوز السعودي الأخير في البطولة، كان على البرتغال التي توّجت لاحقاً بطلة للعالم.
وبرهن الصقور الخضر أن فوزهم على كرواتيا لم يكن مجرد ضربة حظ.. وهزموا جواتيمالا بالستة.. فحتي وبعد أن قرر مدرب جواتيمالا إيفير ألميدا تغيير خمسة لاعبين في التشكيلة الأساسية، مقارنة مع المباراة الأولى، بمن فيهم حارس المرمى. على أمل أن يسفر ذلك عن نتائج إيجابية، انقلب السحر على الساحر ليتعرض الفريق إلى هزيمة مخزية، حيث عجز أبناء أمريكا الوسطى عن إيقاف زحف الصقور، ولم يفلح دفاعهم في تطبيق خطة التسلل، ليصبح الطريق معبداً أمام الخليجيين للانفراد بالحارس في مناسبات عدة.
كل هذا على الرغم من أن أمطاراً غزيرة هطلت على الملعب وتوقفت قبل نصف ساعة على بداية اللقاء الذي دخله المنتخب السعودي بدون أيّ تغييرات على تشكيلته الأساسية.
وتلاعب الصقور كما يشاؤون بخصومهم.. وتقدموا مبكراً منذ الدقيقة 17 عن طريق يحيى دغريري قبل عشر دقائق من تسجيل ياسر الفهمي الهدف الثاني فيما أضاف محمد آل فتيل الهدف الثالث في الدقيقة 57. وسجل ياسر الشهراني الهدف الرابع في الدقيقة السادسة والستين، وأضاف إبراهيم الإبراهيم الهدف الخامس في الدقيقة 83 قبل أن يختتم سالم الدوسري مهرجان الأهداف قبل دقيقة من نهاية المباراة.
رؤية غامضة
لم تتضح الصورة حتى الآن حول من سيواجه المنتخب السعودي في الدور الستة عشر.. وسيعتمد ذلك على نتيجة مباراته الأخيرة مع نيجيريا.. ففي حالة تصدر المنتخب السعودي مجموعته فسيلاقي ثالث المجموعة الثانية, أو السادسة أو الخامسة، والمتوقع ألا يخرج من بنما أو إنجلترا أو الأرجواي.. أما في حالة حلوله ثانياً فسيلاقي متصدر المجموع البرازيل.. وهي المرة الأولى التي يتأهل فيها المنتخب السعودي للشباب للدور الثاني على الرغم من مشاركته في ست بطولات سابقة فحل ثالثاً في مشاركته الأولى في عام 1985 في الاتحاد السوفيتي وخسروا التأهل بعد أن حلوا ثالثاً لمصلحة إسبانيا بفارق الأهداف فقط.. بعدها حارت المشاركات السعودية ما بين المركز الثالث والرابع في الدور الأول.. فحل رابعاً في نسخة 1987 وهو الحال في نسخة 1989 التي احتضنتها السعودية.. بينما حل ثالثاً في نسخة 1993 قبل أن يعود رابعاً في نسخة 1999 وثالثاً في نسخة 2003.
نجوم كبار
عندما دخل لاعبو المنتخب السعودي أرضية ملعب سينتيناريو في أرمينيا لمواجهة كرواتيا في افتتاح مباريات الفريقين في المجموعة الرابعة تابع الجمهور الذي حضر اللقاء أحد اللاعبين السعوديين بترّقب كبير حتى قبل انطلاق اللقاء.
لم يكن هذا اللاعب سوى لاعب الوسط معن خضري والذي كان مميزاً عن بقية اللاعبين على أرضية الملعب بسبب مظهره الشخصي، حيث كان حليق الرأس والذي جعله من السهل على جميع الحاضرين متابعته خلال فترات المباراة.
وكتب موقع الاتحاد الدولي fifa عن اللاعب: بالإضافة إلى مظهره الشخصي، كان خضري مميزاً بأدائه على أرض الملعب، حيث سبب عقدة كبيرة للاعبي المنتخب الكرواتي بعدما قطع العديد من الكرات بينما كانت تمريراته متقنة، ليلعب بذلك دوراً مهماً في الفوز الذي حققه منتخب بلاده بنتيجة 2ـ0. وتابع: ولا عجب بأن حب خضري للنجـــم الأرجنتيــني الدولي السابق خوان سيباستيان فيرون كان الدافع وراء حلق شعره، وهو الأمر الذي فاجـــأ زملاءه أيضاً صبيحة يوم المباراة، حيث لم يكن يتوقع أحد بأنه سيقوم بتغيير مظهره كما فعل.
وكشف خضري لموقع FIFA.com عن أن ما قام به هو أمر عادي يفعله عندما يخوض البطولات الكبرى، حيث قال: لقد تعودت دائماً قبل أيّ بطولة أن أقوم بحلق شعري كله، ويعود هذا الأمر إلى أيام مشاركاتي مع منتخب الناشئين، بالإضافة إلى أن والدي يتفاءل بي كلما حلقت شعري على هذا الشكل.
على الرغم من أن المركز الأساسي للاعب الذي يبلغ 19 عاماً هو في خط الوسط، إلا أنه بدأ المباراة أمام كرواتيا في خط الدفاع قبل أن يتقدم للأمام في الشوط الثاني ويساهم بشكل كبير في الفوز التاريخي الذي حققه المنتخب السعودي.
وقال خضري: قبل بداية المباراة طلب مني المدرب أن أشارك في الدفاع وبالفعل هذا ما حدث.. ولكن في الشوط الثاني وعندما شارك مصطفى البصاص في المباراة، تقدّمت أكثر إلى الأمام وأصبحت أشارك في الهجمات وصنع الفرص.
ولعلّ تألق خضري مع ناديه الاتحاد والمنتخب السعودي، يعود إلى الخبرة التي حصل عليها من زميله في النادي واللاعب السعودي الدولي سعود كريري والذي يعتبر من بين أحد أفضل لاعبي الوسط المدافعين بآسيا في السنوات الأخيرة.
وأضاف خضري: سعود كريري أحد اللاعبين المميزين في السعودية وفي آسيا أيضاً ولقد تعلمت الكثير من الأمور منه في نادي الاتحاد، وأتمنى أن أواصل التعلم منه في المستقبل.. قدّمت أداء جيداً في المباراة ولكن هذا الأمر لا يعود لما قدّمته أنا فقط، بل هو بفضل الله ومجهود زملائي أيضاً، حيث نجحنا في السيطرة على مجريات اللقاء أمام كرواتيا وأفرحنا الجمهور الذي ساندنا.. مضيفاً: سندخل المباراة المقبلة أمام جواتيمالا وكأنها المباراة الأولى لنا في البطولة، حيث إننا لم ننه مهمتنا بعد ويجب أن ندخل المباراة بكل قوتنا.
[
الأحد أغسطس 07, 2011 1:11 am
